الديباجة

يسر الأمانة العامة لندوة الحديث الشريف أن تعلن عن موضوعها لندوتها الحادية عشرة إنسانية الإنسان في السنة النبوية : قيم كونية وضوابط شرعية

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، وبعد:

فإنَّ احتفاءَ القرآن الكريم بالإنسان ملحوظٌ في آياتٍ صريحاتٍ ناطقاتٍ  بالدلالة على حسن خلقه وتقويمه، وتخصيصهِ ببصائر  النظر والاعتبار، وتشريفه برسالة الخلافة والإعمار، فكذلك أريد له أن يكون معمِّراً بفكره وسعيه على وفق نواميس الكون وقوانينِ الاستخلاف، مسخِّراً لإنسانيته في ربط الإنتاج الماديِّ والمعرفيِّ بمنابع الإيمان والإحسان. لكنَّ ترادفَ الصروف والظروف أفسدَ من هذه الإنسانيةِ شيئاً غير يسير من فطرتِها وتقويمِها الربانيِّ، وحاد بها عن جَدَدِ الرّشد، مما لا نجد لها علاجاً وترياقاً إلا في كنف الوحيين: كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. 

وفي السنة الشريفة مناهجُ لاحبةٌ، وطرقٌ واضحةٌ، في إحياء ما رثَّ من قيم إنسانية الإنسان، ومدّها بأسبابِ العافية والخصب، فلا تجد من نقيصةٍ في السلوك، أو شذوذٍ عن الفطرة ،إلا وفي التوجيهات النبوية ما يُقيمُ أوَدَها، ويردّها إلى حاقِّ القيم البانية والضوابط الهادية.  ومن هنا ارتأت الأمانة العامة لندوة الحديث الشريف(جامعة الوصل)، أن تديرَ دورتها الحادية عشرة على موضوع: (إنسانية الإنسان في السنة النبوية: قيم كونية وضوابط شرعية)، ليكون مائدةً بحثيَّةً واسعةَ الأكنافِ للعلماء والباحثين، فيتناصرون جميعاً على التَّأصيلِ والتَّفعيل انطلاقاً من المعالجات المتعدّدة، والرؤى المتلاقحة.

دواعي اختيار الموضوع

1.استحكام النزعة المادية التي مسخت جوهر الإنسان، وصيَّرته آلة صماء للإنتاج المادي والتكنولوجي.

2.اقتصار التنظيرات الفكرية والفلسفية على معالجة الجانب المادي والشكلي للإنسان، واهتضامها للجانب الروحي والخلقي..

 3. استجلاء  أسبقية السنة النبوية إلى تأصيل القيم الكونية الراعية لإنسانية الإنسان، والحافظة لجوهرها الروحي والأدبي، دون إغفال ملحظِ الاختلاف البشري، وبروز الخصوصية الملابسة للأشخاص.